أخرج مسلم والبخاري عن جابر ،(
رضي الله عنه) ، قال:- قال رسول الله(
صلى الله عليه وسلم
(إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم
فأغلقوا الأبواب واذكروا اسم
الله
فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا
وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا وأطفئوا
مصابيحكم )
وأخرج مسلم في رواية أخرى عن جابر مرفوعا:- (
لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء فإن الشياطين
تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء )
رواه مسلم
هذه غالب مساكن الجن وأوقات انتشارهم ، فينبغي للمسلم إذا دخلها أو مر بها
أو جاءت أوقات انتشارهم أن يتحصن بما ورد في الأدعية والأذكار
مما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في سبيل الوقاية من الجن والشرور
عموما.
الدروع الواقيــة
يحرص الناس على اتخاذ وسائل السلامة والحماية والوقاية التي تقيهم مصائب الدنيا ومكدرات الحياة من مرض
أو هدم أو حريق أو غرق
أو أي حادث من الحوادث أو الأخطار ، وليس هناك مانع شرعا ولا عقلا يمنع من اتخاذ سبل الوقاية ،
فالوقاية خير من العلاج ، بل إن
الشريعة الإسلامية حرصت على المحافظة على الضرورات الخمس (
النفس ، المال ، العرض ، الدين ، العقل )
ولكن مصيبة الناس الكبرى
أنهم حرصوا على سبل الوقاية المادية ،ونسوا سبل الوقاية من خطر متحقق الوقوع في يوم من غير أيام الدنيا ،
إنه يوم الفصل المعلوم
يقول تعالى ( فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا ),
المزمل(17).
فالواجب على المسلم أن يتخذ سبل الوقاية لذلك اليوم ، وإنما
كون ذلك بالإيمان بالله والاستقامة على طاعته والعمل الصالح ، يقول تعالى
(يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم
تمنؤن بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) ـ
الصف(10-11),وقال تعالى:-
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم
توعدون ), فصلت(30)
وقال تعالى
(من عمل صالحا من ذ كر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم أحسن ما كانوا يعملون ),
النحل(97)
وإذا اتخذ المسلم سبل الوقاية ليوم الحساب فلا مانع من اتخاذ سبل الوقاية من الشرور في الدنيا التي من
أسبابها الذنوب والمعاصي ،
فالذنوب هي سبب الشر والبلاء في الدنيا والآخرة ،
يقول ابن القيم(رحمه الله),
(وهل في الدنيا والآخرة شر وداء سببه إلا الذ نوب
والمعاصي ) وسبل الوقاية من الشرور الدنيوية
تنقسم إلى قسمين
سبل مادية,,
سبل إلهية
والذي يهمنا الأمر الثاني،
فإنه هو النافع بإذن الله تعالى ، فلقد
جاءت السنة المطهرة بعلاج جميع الأدواء لكن الناس يفرطون في ذلك
ولو أن المسلم اعتنى بالتحصينات الشرعية وندب إليها أهله ومن تحت يده لسلموا بإذن الله تعالى من كل شر
ومكروه فكل أمر ثبت في
السنة أنه نافع لمرض من الأمراض فهو نافع لا محالة حتى لو ظن من أتى به أنه غير نافع بناء على عدم
استفادته ، ذلك أنه قد يكون عدم
استفادته من جهة المصاب نفسه أو من جهة المعالج وصدق الحبيب المصطفى, ]
(صلى الله عليه وسلم،
( صدق الله وكذب بطن أخيك ),
رواه البخاري ومن واقع تجربتنا ثبت لنا أن أكثر المصابين قد فرطوا
في هذه الأدعية والأذكار التي هي
حصن حصين بإذن الله من كل شر ظاهر أو خفي
سبل دفع الشرور قبل وقوعها ودفعها بعد وقوعها وهذا بيانها تحقيق التوحيد الخالص لله تعالى.